القصة الكاملة :
حصلت أحداث هذه القصة مع سيدة تدعى " أم الحسن أحمد " تعيش بقرية " الهميج " في السودان روتها هي بنفسها فقالت : سبب مرضي في يدي اليمنى يعود إلى ثلاثة أعوام وأربعة شهور بالتمام والكمال حيث أصيبت يدي اليمنى بشلل ولم تعد تتحرك اليد عن مكانها .
عرضتُ نفسي على كثير من الأطباء فلم نترك طبيبًا نسمع عنه إلا وذهبنا إليه وباءت جهودنا بالفشل التام ، وأمر الأطباء بقطع يدي فرفضت .
قبل أيام من وقوع الحادثة شعرت بألم في معدتي وحمى حيث مكثت في مستشفى " العزازي " يومين بعدها غادرتها وكانت النتيجة : " تيفوئيد والتهاب في المعدة " .
أخذتُ كل العلاج وبعد حضوري من المستشفى لم أرتَح فلجأتُ إلى العلاج البلدي والشيوخ فكان لي خير دواء .
أرض الشكينيبة :
تقول أم الحسين : اتجهتُ إلى " الشكينيبة " أرض التصوف والصوفية حيث بقاع الشيخ المكاشفي الطاهرة العامرة بذكر الله . فجاءني الشيخ " عبد الباقي علي الأمين " وهو من خواص الشيخ المكاشفي وعزم لي في الماء ، فلما تناولتُ الماء وجدتُ طعمه مسكًا وقرأ لي سورة { يس } بعدها استأذن الشيخ عبد الباقي وذهب لصلاة العشاء . فقمت ووضعت سريري لكي أنام وصليت العشاء ولم أصلِّ الشفع والوتر ورحت في نوم عميق فإذا بصقر كبير يضع جناحيه على السرير ويضربني في بطني إلى أن نزف بطني دمًا ، فأصابني الرعب من هذا المنظر .
فجأة ظهر لي ثلاثة أشخاص وهم يحملون أدوات في أيديهم ، لم أتخيّل بأنّ العملية سوف تكون في يدي بل تخيّلت بأن العملية ستكون في بطني لأنّ بطني كان في ألم شديد .
عَرَّفوني بأنفسهم وهم الشيخ " النعمة الطاهر " شيخ قريتنا في " الهميج " وهو متوفى منذ أربعمائة عام !! والثاني الشيخ " أحمد زروق المغربي " وهو الآن مدفون في ليبيا في مدينة " سقراطة " أما الشيخ الثالث فهو " الشيخ المكاشفي " ، طبعًا خدروني بالحقنة وكانت رائحة المخدّر عبارة عن مسك وقام بحملي الشيخ النعمة الطاهر والشيخ زروق والشيخ المكاشفي خلفهم وأدخلوني وارتدوا ملابس العملية وكانت الغرفة صغيرة ورائحة البنج تحولت إلى رائحة كريهة ، فقلت لهم : " أخرجوني من هنا " بعدها أخرجوني إلى الغرفة الثانية ووراءهم الشيخ المكاشفي يحمل في يديه الحوض وفيه أدوات العملية .
وقاموا بوضعي قرب شجرة وأكملوا العملية ولفوا يدي بشاش مطاط وقطن طبي ووضعوا الحقنة في الشاشة وهي مليئة بالدم .
بعدها قام الشيخ المكاشفي وكتب لي في صدري ويدي عبارة من حروف مقطعة .
وفي الصباح جائني أخي وقال لي : قومي كي نأخذك إلى منطقة " المناقل " للعلاج ، وقالت لي أختي : كنتِ طوال الليل تصرخين : الغرفة - البنج . فقلتُ لهم : أنا فعلاً عملت العملية في الشكينيبة ، وحكيتُ لهم القصة التي حصلت معي .
وذهبتُ أنا وأسرتي إلى الشكينيبة والتقينا الشيخ المكاشفي فأخبَرَنا بالذي حصل خلال تلك الليلة ، ونظر إلى الكتابة في يدي وقال : هذا الخطّ هو خطّ والدي ليس فيه شكّ ، وأعطاني حجابًا على أن أعود إليه بعد خمسة عشر يومًا . وفي اليوم الثالث جاءني وأحضر لي ثلاثة أحجار ووضعها في سقف المطبخ ، وكانت الأحجار مضيئة لكل شاهد .
وما زالت الكتابة في يدي وصدري ، وبعد أن كانت يدي لا تتحرك نهائيًا وأمر الأطباء بقطعها ، ها هو الشيخ المكاشفي يعيدها لي سالمة بفضل الله تعالى في ساعات قليلة حيث عادت إلى حالتها الأولى وبالتالي فالشيخ تحدى أكبر مستشفيات العالم !!
وفي كل سنة من تاريخ هذه الكرامة التي حصلت في 20 / 10 1988 ومن هذه الشجرة التي نقلوني إليها وأجروا العملية ، يتقطّر العسل والحليب وتشهد بذلك كل الحاضرة بالشكينيبة الذين ذاقوا من هذا العسل وشربوا من الحليب .
فسبحان من لا يعجزه شيء وهو الذي أظهر الكرامات على أيدي أوليائه الصالحين والشواهد في ذلك كثيرة